٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال سألته عن قول الله عز وجل : « قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ » (١) قال هما أجلان أجل محتوم وأجل موقوف.
______________________________________________________
الحديث الخامس : حسن أو موثق.
قوله تعالى : « قَضى أَجَلاً ».
قال الرازي في تفسيره : اختلف المفسرون في تفسير الأجلين على وجوه : « الأول » أن المقضي آجال الماضين والمسمى عنده : آجال الباقين. « الثاني » أن الأول أجل الموت والثاني أجل القيامة لأن مدة حياتهم في الآخرة لا آخر لها.« الثالث » أن الأجل الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت ، والثاني ما بين الموت والبعث « الرابع » أن الأول النوم والثاني الموت « الخامس » أن الأول مقدار ما انقضى من عمر كل أحد ، والثاني مقدار ما بقي من عمر كل أحد. « السادس » وهو قول حكماء الإسلام : إن لكل إنسان أجلين أحدهما : الآجال الطبيعية ، والثاني الآجال الاخترامية ، أما الآجال الطبيعية فهي التي لو بقي ذلك المزاج مصونا عن العوارض الخارجية لانتهت مدة بقائه إلى الوقت الفلاني ، وأما الآجال الاخترامية فهي التي تحصل بالأسباب الخارجية كالغرق والحرق وغيرهما من الأمور المنفصلة « انتهى ».
وما صدر من معدن الوحي والتنزيل مخالف لجميع ما ذكر ، وموافق للحق ، والأجل المقضي هو المحتوم الموافق لعلمه سبحانه ، والمسمى هو المكتوب في لوح المحو والإثبات ويظهر من بعض الروايات العكس.
قوله عليهالسلام : هما أجلان أي متغايران أجل محتوم ، أي مبرم محكم لا يتغير وأجل موقوف قبل التغير والبداء لتوقفه على حصول شرائط وارتفاع موانع كما عرفت.
__________________
(١) سورة الأنعام : ٢.