______________________________________________________
له سبحانه لتعاليه عن التغير والاتصاف بالصفة الزائدة ، والإرادة تحريك الأسباب نحوه ، وبحركة نفسانية فينا بخلاف الإرادة فيه سبحانه ، والقدر : التحديد وتعيين الحدود والأوقات ، والقضاء : هو الإيجاب ، والإمضاء هو الإيجاد ، فوجود الخلق بعد علمه سبحانه بهذه المراتب وقوله : فأمضى ما قضى ، أي فأوجد ما أوجب وأوجب ما قدر ، وقدر ما أراد ، ثم استأنف البيان على وجه أوضح فقال : بعلمه كانت المشية وهي مسبوقة بالعلم ، وبمشيته كانت الإرادة وهي مسبوقة بالمشية ، وبإرادته كان التقدير والتقدير مسبوق بالإرادة ، وبتقديره كان القضاء والإيجاب وهو مسبوق بالتقدير ، إذ لا إيجاب إلا للمحدد والموقوت بقضائه وإيجابه كان الإمضاء والإيجاد ، ولله تعالى البداء فيما علم متى شاء ، فإن الدخول في العلم أول مراتب السلوك إلى الوجود العيني ، وله البداء فيما علم متى شاء أن يبدو ، وفيما أراد وحرك الأسباب نحو تحريكه متى شاء قبل القضاء والإيجاب ، فإذا وقع القضاء والإيجاب متلبسا بالإمضاء والإيجاد فلا بداء فعلم أن في العلوم العلم قبل كون المعلوم وحصوله في الأذهان والأعيان ، وفي المشاء المشية قبل عينه ووجوده العيني.
وفي أكثر النسخ المنشأ ولعل المراد الإنشاء قبل الإظهار كما في آخر الحديث وفي المراد الإرادة قبل قيامه ، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها وحضورها العيني في أوقاتها والقضاء بالإمضاء هو المبرم الذي يلزمه وجود المقتضي.
وقوله : من المعقولات ، يحتمل تعلقه بالمبرم ويكون قوله ذوات الأجسام ابتداء الكلام ، ويحتمل كونه من الكلام المستأنف وتعلقه بما بعده ، والمعنى أن هذه الأشياء المحدثة لله فيه البداء قبل وقوع أعيانها ، فإذا وقع العيني فلا بداء فبالعلم علم الأشياء قبل كونها وحصولها ، وأصل العلم غير مرتبط بنحو من الحصول للمعلوم ولو في غيره بصورته المتجددة ، ولا يوجب نفس العلم والانكشاف بما هو علم ، وانكشاف الأشياء إنشاؤها وبالمشية ومعرفتها بصفاتها وحدودها إنشائها إنشاء قبل الإظهار ، والإدخال