كذب على الله ومن زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله.
٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال سألته فقلت الله فوض الأمر إلى العباد قال الله أعز من ذلك قلت فجبرهم على المعاصي قال الله أعدل وأحكم من ذلك قال ثم قال قال الله يا ابن آدم أنا أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني ـ عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك.
٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن قال قال لي أبو الحسن الرضا عليهالسلام يا يونس لا تقل بقول القدرية فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس فإن أهل
______________________________________________________
وقوله : ومن زعم أن الخير والشر إليه ، الظاهر إرجاع الضمير إلى الموصول ، فيكون ردا على المفوضة والمعتزلة القائلين باستقلال العبد في أفعاله ، وعدم مدخلية الرب سبحانه فيها ، وهذا أيضا كذب على الله تعالى لمخالفته للآيات الكثيرة الدالة على هدايته وتوفيقه وخذلانه ومشيته وتقديره ، ويحتمل إرجاع الضمير إلى الله فيكون ردا على المجبرة فينبغي حمل الفقرة الأولى حينئذ على المعنى الأول.
الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.
قوله : الله أعز من ذلك أي أغلب وأقدر من أن يكون غيره فاعلا مستقلا في ملكه ، بغير مدخلية له سبحانه في ذلك الفعل.
قوله : وأحكم ، أي الجبر مناف للحكمة.
الحديث الرابع : مجهول.
والمراد بالقدرية هنا من يقول بأن أفعال العباد ووجودها ليست بقدر الله وقضائه بل باستقلال إرادة العبد به واستواء نسبته إلى الإرادتين وصدور أحدهما عنه لا بموجب غير الإرادة كما ذهب إليه بعض المعتزلة ، فإنهم لم يقولوا بقول أهل الجنة من إسناد هدايتهم إليه سبحانه ، ولا بقول أهل النار من إسناد ضلالهم إلى شقوتهم ، وظاهره