ما المشيئة قلت لا قال هي الذكر الأول فتعلم ما الإرادة قلت لا قال هي العزيمة على ما يشاء فتعلم ما القدر قلت لا قال هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء قال ثم قال والقضاء هو الإبرام وإقامة العين قال فاستأذنته أن أقبل رأسه وقلت فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة.
٥ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن الله خلق الخلق فعلم ما هم صائرون
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : هي الذكر الأول ، أي الإثبات مجملا في لوح المحو والإثبات ، وقيل العلم القديم.
قوله : هي العزيمة ، العزيمة : تأكد الإرادة ، ولعل المراد بها هنا الإثبات ثانيا مع بعض الخصوصيات أو الأخذ في خلق أسباب وجوده البعيدة ، وقيل : المعنى أن المشية فينا هي توجه النفس إلى المعلوم بملاحظة صفاته وأحواله المرغوبة ، الموجبة لحركة النفس إلى تحصيله ، وهذه الحركة النفسانية فينا وانبعاثها لتحصيله هي العزم والإرادة وفي الواجب تعالى ما يترتب عليه أثر هذا التوجه ، ويكون بمنزلته.
قوله عليهالسلام : هي الهندسة ، الهندسة : على وزن دحرجة مأخوذ من الهنداز ( معرب انداز ) فأبدلت الزاي سينا لأنه ليس في كلام العرب دال بعدها زاي ، فالهندسة ( معرب اندازه ) أي المقدار ، والمهندس مقدر مجاري القناة حيث تحفر ، ثم عمم في تحديد مجاري الأمور كلها ، فالقدر إثبات خصوصيات ما أراد إيجاده في اللوح من أزمنة بقائه ووقت فنائه وأشباه ذلك ، أو ترتيب أسباب وجوده إلى حيث ينتهي إلى علله الخاصة المعينة لخصوصياته ، أو فينا عبارة عن تعيين حدود ما يريده من عرضه وطوله وسمكه وإحكامه على وجه يبقى زمانا طويلا أو قصيرا ، وفيه تعالى ما يناسبه من ترتيب الأسباب ، والقضاء هو الإبرام أي إحكام المراد ، وإقامة عينه أي إيجاده ، وفي أفعال العباد إقدار العبد وتمكينه ورفع الموانع عنه.
الحديث الخامس : مجهول كالصحيح.