______________________________________________________
دعوة النبي صلىاللهعليهوآله يقع في قلبه من الله يقين بصدقه ، فإنه قد تواترت الأخبار عنهم عليهمالسلام بأنه ما من أحد إلا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قلبه ، قبله أو تركه.
وقال في موضع آخر : قد تواترت الأخبار أن معرفة خالق العالم ومعرفة النبي والأئمة عليهمالسلام ليستا من أفعالنا الاختيارية ، وأن على الله بيان هذه الأمور وإيقاعها في القلوب بأسبابها ، وأن على الخلق بعد أن أوقع الله تلك المعارف الإقرار بها والعزم على العمل بمقتضاها.
ثم قال في موضع آخر : قد تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهمالسلام بأن طلب العلم فريضة على كل مسلم كما تواترت بأن المعرفة موهبية غير كسبية ، وإنما عليهم اكتساب الأعمال فكيف يكون الجمع بينهما؟ أقول : الذي استفدته من كلامهم عليهمالسلام في الجمع بينهما : أن المراد بالمعرفة ما يتوقف عليه حجية الأدلة السمعية من معرفة صانع العالم ، وأن له رضا وسخطا ، وينبغي أن ينصب معلما ليعلم الناس ما يصلحهم وما يفسدهم ، ومن معرفة النبي صلىاللهعليهوآله ، والمراد بالعلم الأدلة السمعية كما قال صلىاللهعليهوآله : العلم أما آية محكمة أو سنة متبعة أو فريضة عادلة ، وفي قول الصادق عليهالسلام : إن من قولنا أن الله احتج على العباد بما آتاهم وعرفهم ، ثم أرسل إليهم الرسول وأنزل عليهم الكتاب وأمر فيه ونهى ، وفي نظائره إشارة إلى ذلك ، ألا ترى أنه عليهالسلام قدم أشياء على الأمر والنهي ، فتلك الأشياء كلها معارف ، وما يستفاد من الأمر والنهي كله هو العلم ، ويحتمل أيضا أن يراد بها معرفة الأحكام الشرعية وهو الذي ذهب إليه بعض أصحابنا حيث قال : المراد بهذه المعرفة التي يعذب ويثاب مخالفها وموافقها « انتهى ».
لكن المشهور بين المتكلمين من أصحابنا والمعتزلة والأشاعرة أن معرفته تعالى نظرية واجبة على العباد ، وأنه تعالى كلفهم بالنظر والاستدلال فيها ، إلا أن الأشاعرة قالوا : تجب معرفته تعالى نقلا بالنظر ، والمعرفة بعده من صنع الله تعالى