______________________________________________________
وضعف في يده حجة له على باطله ، وأما الضعفاء منكم فتعمى قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل ، ثم ذكر عليهالسلام له احتجاجات النبي صلىاللهعليهوآله على أرباب الملل الباطلة.
ومما يؤيد سائر الوجوه ما رواه الصدوق في الخصال عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : إياك والخصومات فإنها تورث الشك وتحبط العمل ، وتردي صاحبها ، وعسى أن يتكلم الرجل بالشيء لا يغفر له ، وفي المجالس عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إياك والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل وتورث النفاق وتكسب الضغائن وتستجيز الكذب.
وما رواه الشيخ في مجالسه عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال لأصحابه : اسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم الموقفة (١) : لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعينه ، حتى يجد له موضعا ، فرب متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه ، ولا يمارين أحدكم سفيها ولا حليما ، فإنه من مارى حليما أقصاه ، ومن مارى سفيها أرداه ، وفي المحاسن عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام ادعوا الناس إلى ما في يدي؟ فقال : لا ، قلت : إن استرشدني أحد أرشده؟ قال : نعم ، إن استرشدك فأرشده ، فإن استزادك فزده ، فإن جاحدك فجاحده.
وروى السيد بن طاوس في كشف المحجة نقلا من كتاب عبد الله بن حماد عن عاصم الحناط عن أبي عبيدة الحذاء قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام وأنا عنده : إياك وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم ، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه ، وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء ، يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم وزائلهم بأعمالهم ،
__________________
(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولنسخة الشارح (ره) ، وفي نسخة « الدرهم الموقفة » وهو مصحّف ، والدهم جمع الأدهم : الأسود من الخيل والدواب ، والموقّفة ـ بتشديد القاف ـ : التي في قوائمها خطوط سود.