٤ ـ محمد بن أبي عبد الله عمن ذكره ، عن علي بن العباس ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن محمد بن حكيم قال وصفت لأبي إبراهيم عليهالسلام قول هشام بن سالم الجواليقي وحكيت له قول هشام بن الحكم أنه جسم فقال إن الله تعالى لا يشبهه شيء أي فحش أو خنا أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
٥ ـ علي بن محمد رفعه ، عن محمد بن الفرج الرخجي قال كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة فكتب دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان.
______________________________________________________
الحديث الرابع : مرسل والجواليقي بائع الجواليق وهو جمع جولق معرب جوال ، والخنى : الفحش والفساد.
قوله : أو بخلقة ، أي مخلوقية أو بأعضاء كأعضاء المخلوقين.
الحديث الخامس : مرفوع ولا ريب في جلالة قدر الهشامين وبراءتهما عن هذين القولين ، وقد بالغ السيد المرتضى قدس الله روحه في براءة ساحتهما عما نسب إليهما في كتاب الشافي مستدلا عليها بدلائل شافية ، ولعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة وغيره من أكابر المحدثين ، أو لعدم فهم كلامهما ، فقد قيل إنهما قالا بجسم لا كالأجسام ، وبصورة لا كالصور فلعل مرادهم بالجسم الحقيقة القائمة بالذات ، وبالصورة المهية وإن أخطئا في إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى.
قال المحقق الدواني : المشبهة منهم من قال : أنه جسم حقيقة ثم افترقوا فقال بعضهم : إنه مركب من لحم ودم ، وقال بعضهم : هو نور متلألئ كالسبيكة البيضاء ، طوله سبعة أشبار بشبر نفسه ، ومنهم من قال : أنه على صورة إنسان ، فمنهم من يقول : إنه شاب أمرد جعد قطط ، ومنهم من قال : إنه شيخ أشمط الرأس واللحية ، ومنهم من قال : هو من جهة الفوق مماس للصفحة العليا من العرش ، ويجوز عليه الحركة