قال إيانا عنى خاصة « هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ » في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن « لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ » فرسول الله صلىاللهعليهوآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه
______________________________________________________
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ، وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ » وقال البيضاوي : ملة منتصب على المصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبلها بحذف المضاف ، أي وسع دينكم توسعة ملة أبيكم ، أو على الإغراء أو على الاختصاص ، وإنما جعله أباهم لأنه أبو رسول الله صلىاللهعليهوآله أو كالأب لأمته من حيث أنه سبب لحياتهم الأبدية ووجودهم على الوجه المعتد به في الآخرة ، أو لأن أكثر العرب كانوا من ذريته فغلبوا على غيرهم ، انتهى.
قوله عليهالسلام : إيانا عنى ، أي هم المقصودون بخطاب : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » لكما لهم في الإيمان ، ولا يخفى أن الأمر بالجهاد والاجتباء بهم أنسب وكذا « مِلَّةَ أَبِيكُمْ » لا يحتاج إلى ما تكلفوا في تصحيحه ، وكذا سائر أجزاء الآية ، أو هم المقصودون بالذات بهذا الخطاب وإن دخل غيرهم فيه بالتبع ، أو هم العاملون بهذا الخطاب أو خطاب الأمة به لاشتمالهم عليهمالسلام ، فيرجع إلى أنهم المقصودون بالذات به.
« هُوَ سَمَّاكُمُ » الضمير راجع إلى الله ، وقيل : إلى إبراهيم وهو بعيد ، « لِيَكُونَ الرَّسُولُ » عليكم شهيدا » في الآية « شَهِيداً عَلَيْكُمْ » ولعله من النساخ أو هو نقل بمعنى ، أو كان في قراءتهم عليهمالسلام هكذا.
وقال الطبرسي ـ ره ـ أي بالطاعة والقبول ، فإذا شهد لكم به صرتم عدولا تشهدون علي الأمم الماضية بأن الرسل قد بلغوهم رسالة ربهم وأنهم لم يقبلوا فيوجب لكافرهم النار ولمؤمنهم الجنة بشهادتهم ، وقيل : معناه ليكون الرسول شهيدا عليكم في إبلاغ رسالة ربه إليكم وتكونوا شهداء علي الناس بعده بأن تبلغوا إليهم ما بلغه الرسول إليكم ، انتهى.
وما ذكره عليهالسلام أظهر وأحق بالقبول « فمن صدق » بالتشديد ويحتمل التخفيف ،