« فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً » نحن الناس الذين عنى الله والنقير النقطة التي في وسط النواة « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ » (١) نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين « فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » يقول جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة فكيف
______________________________________________________
أن يكون لهم نصيب من الملك ، أو جحد لما زعمت اليهود من أن الملك سيصير إليهم « فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً » أي لو كان لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون أحدا ما يوازي نقيرا ، وهو النقرة في ظهر النواة ، وهذا هو الإغراق في بيان شحهم ، فإنهم بخلوا بالنقير وهم ملوك فما ظنك بهم إذا كانوا أذلاء متفاقرين.
أقول : ويحتمل أن يكون المراد بالنقطة في كلامه عليهالسلام النقرة ، وقال الطبرسي رحمهالله : قيل : المراد بالملك هنا النبوة.
« أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ » قال الطبرسي : معناه بل أيحسدون الناس ، واختلف في معنى الناس هنا فقيل : أراد به النبي صلىاللهعليهوآله حسدوه على ما أعطاه من النبوة وإباحة تسعة نسوة وميلة إليهن ، وقالوا لو كان نبيا لشغلته النبوة عن ذلك ، فبين الله سبحانه أن النبوة ليست ببدع في آل إبراهيم « وثانيها » أن المراد بالناس النبي وآله عليهمالسلام عن أبي جعفر عليهالسلام ، والمراد بالفضل فيه النبوة ، وفي آله الإمامة ، انتهى.
وأقول : روى ابن حجر في صواعقه قال : أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر عليهالسلام أنه قال في هذه الآية : نحن الناس والله ، ولا يخفى أن تفسيرهم عليهمالسلام أنسب بلفظ الناس.
« فكيف يقرون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد » ومحمد أفضل من إبراهيم ، فكيف يستبعدون ذلك ، أو آل محمد من آل إبراهيم فلم لا يشملهم؟
« يقول جعلنا منهم الرسل » إما تفسير لإيتاء مجموع الكتاب والحكمة والملك
__________________
(١) سورة النساء : ٥٤.