الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده.
______________________________________________________
شموله للشرائع وسائر ما يظهر منهم فإنها كانت مستورة فانتشرت بسببهم « ونحن وديعة الله » الوديعة ما تدفعه إلى غيرك ليصونه ويحفظه ، ولما خلقهم الله وجعلهم بين عباده وأمرهم بحفظهم ورعايتهم وعدم التقصير في حقهم ، فكأنهم ودائع الله ، ويحتمل أن يكون الإضافة إلى المفعول ، أي استودعهم الله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال مرارا : أستودعكم الله « ونحن حرم الله الأكبر » بالتحريك وهو ما يجب احترامه وعدم انتهاك حرمته كحرم الكعبة ، وهم أكبر إذ حرمة الكعبة بسببهم كما سيأتي.
وقد ورد أن حرمات الله ثلاث : القرآن والكعبة والإمام.
« ونحن ذمة الله » أي أهل ذمة الله وهي العهد والأمان والضمان والحرمة ، فهم ذوو ذمة الله إذ أخذ على العباد عهد ولايتهم ، وبهم آمنوا من عذابه « ونحن عهد الله » أي أهل عهده ، فإن الله أخذ على العباد عهد ولايتهم وحفظهم ورعايتهم ، فقال تعالى : « وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ » (١).
« ومن خفرها » أي الذمة أو العهد لكونه بمعنى الذمة ، وفي بصائر الدرجات « خفر هما » بصيغة التثنية ، فالضمير للعهد والذمة معا وهو أنسب وأوفق بما بعده وما قبله كما لا يخفى ، ثم أنه في أكثر كتب اللغة أن الخفر هو الوفاء بالعهد ، والإخفار نقضه والهمزة للسلب ، قال في النهاية : خفرت الرجل أجرته وحفظته ، وخفرته إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيلا ، وتخفرت به إذا استجرت به ، والخفارة بالكسر والضم : الذمام وأخفرت إذا انقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للإزالة أي أزلت خفارته كأشكيته إذا أزلت شكواه ، ونحوه قال في الصحاح وغيره ، لكن قال في القاموس : خفره وبه وعليه يخفر ويخفر خفرا : أجاره ومنعه وأمنه ،
__________________
(١) سورة البقرة : ٤٠.