عن الإمام يعلم الغيب فقال لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك.
______________________________________________________
ولم يطلع عليه أحدا من خلقه « وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ » فيما يشاء من زمان ومكان « وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ » ذكر أم أنثى ، صحيح أم سقيم ، واحد أم أكثر « وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً » أي ما ذا تعمل في المستقبل « وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ » أي في أي أرض يكون موته ، وقد روي عن أئمة الهدى عليهمالسلام أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى ، انتهى كلامه رفع الله مقامه.
والحاصل أن مقتضى الجمع بين الآيات والأخبار حملها على أن نفي الغيب عنهم معناه أنهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام ، وإلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام من هذا القبيل ، وأحد وجوه إعجاز القرآن أيضا الأخبار بالغائبات ، ونحن أيضا نعلم كثيرا من المغيبات بأخبار الله تعالى ورسوله وأئمة الهدى عليهمالسلام ، كالقيامة وأحوالها ، والجنة والنار ، والرجعة وقيام القائم عليهالسلام ونزول عيسى عليهالسلام وغير ذلك من أشراط الساعة ، والعرش والكرسي والملائكة.
وأما الخمسة التي وردت في الآية فتحتمل وجوها :
الأول : أن يكون المراد أن تلك الأمور لا يعلمها على التعيين والخصوص إلا الله تعالى ، فإنهم عليهمالسلام إذا أخبروا بموت شخص في اليوم الفلاني فيمكن أن لا يعلموا خصوص الدقيقة التي تفارق الروح والجسد مثلا ، ويحتمل أن يكون ملك الموت أيضا لا يعلم ذلك.
الثاني : أن يكون العلم الحتمي بها مختصا به تعالى ، وكلما أخبر الله من ذلك كان محتملا للبداء.
الثالث : أن يكون المراد عدم علم غيره تعالى بها إلا من قبله ، فيكون كسائر الغيوب ، ويكون التخصيص بها لظهور الأمر فيها أو لغيره من الوجوه.
الرابع : أن الله تعالى لم يطلع على تلك الأمور كلية أحدا من الخلق على وجه لا بداء فيه ، بل يرسل حتمها على وجه الحتم في زمان قريب من حصولها كليلة القدر