٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن علي بن موسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قلت أخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن علي عليهالسلام قال قلت إنا نتحدث
______________________________________________________
بلا واسطة بشر ، أو لعدم اختصاص الأولين بهم إذ قد اطلع على بعضهما بعض خواص الصحابة مثل سلمان وأبي ذر بإخبار النبي صلىاللهعليهوآله بل قدر أي بعض أصحابهم عليهمالسلام بعض مواضع تلك الكتب ، أو لأنها من المعارف الربانية التي هي أشرف العلوم كما مر تفصيله ، ولما كان هذا القول منه عليهالسلام يوهم ادعاء النبوة فإن الإخبار عن الملك عند الناس مخصوص بالأنبياء ، نفى عليهالسلام ذلك الوهم بقوله : « ولا نبي بعد نبينا » وذلك لأن الفرق بين النبي والمحدث إنما هو برؤية الملك عنه إلقاء الحكم وعدمها بالإسماع منه وعدمه كما مر.
الحديث الثاني : مجهول.
« وراثة » أي بعض منه كذلك ، وإنما اكتفي به أو لا تقية أو لقصور فهم السائل لئلا يتوهم فهم النبوة ، فلما سأل السائل قال عليهالسلام : أو ذاك ، أي علمنا إما وارثة أو ذاك الذي ذكرت ، ولم يكن غرضي الحصر بل ذكر نوع منه ، أو العلم الذي لا بد منه في بدو الإمامة ، أو المراد يحتمل ذلك ، وعدم الجزم للمصلحة وهو بعيد ، أو يكون « أو » بمعنى بل كما ذكر في المغني وغيره ردا لإنكاره ، أي بل ذاك أي الوراثة واقع البتة ، أو يكون الألف للاستفهام أي أو يكون ذلك؟ على الإنكار للمصلحة ، والأول أظهر ، ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، فسقط الأول من النساخ ، أو يكون : ذاك وذاك ، كما في سائر الروايات عن النضري.
فقد روي في البصائر عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الأرض لا تترك بغير عالم؟ قلت : الذي يعلمه عالمكم ما هو؟ قال : وراثة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن علي بن أبي طالب عليهالسلام علم يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه ، قلت : وحكمة يقذف في صدره أو ينكت في أذنه؟ قال : ذاك وذاك.