رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد فوضه إلينا.
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهالسلام يقولان إن الله عز وجل فوض إلى نبيه صلىاللهعليهوآله أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية : « ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ».
٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال : « إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
______________________________________________________
وأقول : التشبيه في أصل التفويض لا في نوعه ، فإن ما فوض إلى سليمان إعطاء الأمور الدنيوية ومنعها ، وما فوض إليهم عليهمالسلام بذل العلوم والمعارف والأمور الدينية ومنعها بحسب المصالح ، وبالجملة التفويض الوارد في هذا الخبر هو المعنى الرابع من المعاني المتقدمة.
الحديث الثالث صحيح والحجال بياع الحجل وهو الخلخال « لينظر كيف طاعتهم » أي لله أو للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو أظهر ، والمراد بالتفويض هنا الوجه الثاني من المعنى الثاني ، لأن قبول ما كان بتعيين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أصعب على الخلق فكان التكليف فيه أشد والثواب أعظم ، أو الوجه الثالث لأن طاعة بني نوع واحد بعضهم لبعض مما يكبر في الصدور ، وتشمئز منه النفوس ، وإذا تحقق ذلك كما ينبغي دل عليه إخلاص النية في الطاعة لله عز وجل.
الحديث الرابع : حسن.
وقد تقدم أن قيسا تعلم الكلام من علي بن الحسين عليهماالسلام وأنه كان فيمن ناظر الشامي عند الصادق عليهالسلام ، والسياسة الإرشاد بالأمر والنهي والتأديب والزجر ، قال الجوهري : سست الرعية سياسة ، وسوس الرجل أمور الناس على ما لم يسم فاعله إذا ملك أمرهم.