الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » (١) قال خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمة وهو من الملكوت.
٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي بصير
______________________________________________________
وثانيها : أنهم سألوه عن الروح أهي مخلوقة محدثة أم ليست كذلك؟ فقال سبحانه : « قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » ، أي من فعله وخلقه ، وكان هذا جوابا لهم عما سألوه عنه بعينه ، وعلى هذا فيجوز أن يكون الروح الذي سألوه عنه هو الذي به قوام الجسد على قول ابن عباس وغيره ، أم جبرئيل على قول الحسن وقتادة أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله تعالى بجميع ذلك ، على ما روي عن علي عليهالسلام ، أم عيسى فإنه سمي بالروح.
وثالثها : أن المشركين سألوه عن الروح الذي هو القرآن كيف يلقاك به الملك وكيف صار معجزا؟ وكيف صار نظمه وترتيبه مخالفا لأنواع كلامنا من الخطب والأشعار وقد سمى الله سبحانه القرآن روحا في قوله : و « كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا » (٢) فقال سبحانه : قل يا محمد إن الروح الذي هو القرآن من أمر ربي أنزله دلالة على نبوتي ، وليس من فعل المخلوقين ولا مما يدخل في إمكانهم ، وعلى هذا فقد وقع الجواب أيضا موقعه ، وأما على القول الأول فيكون معنى قوله : من أمر ربي هو الأمر الذي يعلمه ربي ، ولم يطلع عليه أحد ، انتهى.
والخبر يدل على أنه خلق عظيم ، وظاهره أنه ليس من الملائكة ، بناء على أن جبرئيل أعظم من سائر الملائكة.
« وهو من الملكوت » أي السماويات والروحانيات لا المجردات كما قيل.
الحديث الرابع : حسن.
ويدل على اختصاص الروح بالنبي والأئمة صلوات الله عليهم ، وقد اشتملت الأخبار الكثيرة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا لا سيما أولي العزم منهم ، وقد دلت الآية على خصوص عيسى عليهالسلام ، ويمكن الجمع بوجهين :
__________________
(١) سورة الإسراء : ٨٥.
(٢) سورة الشورى : ٥٢.