عليهالسلام يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال دخلته ليلا قال قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك وأصوافها في عامك هذا ثم قال له داود فكيف لم تقض برقاب الغنم وقد قوم ذلك علماء بني إسرائيل وكان ثمن الكرم قيمة
______________________________________________________
أبا الحسن عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ » قال : كان حكم داود رقاب الغنم ، والذي فهم الله عز وجل سليمان أن الحكم لصاحب الحرث باللبن والصوف في ذلك العام كله.
وما سيأتي في هذا الكتاب في أبواب كتاب المعيشة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام أن داود عليهالسلام حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم ، وحكم سليمان عليهالسلام الرسل والثلة وهو اللبن والصوف في ذلك العام ، وفي رواية أخرى عن أبي بصير عنه عليهالسلام أنه قال : فحكم داود بما حكمت به الأنبياء عليهمالسلام من قبله ، وأوحى الله عز وجل إلى سليمان عليهالسلام أي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها ، وكذلك جرت السنة بعد سليمان عليهالسلام وهو قول الله عز وجل : « وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً » (١) فحكم كل منهما بحكم الله عز وجل.
الثاني : أن يكون حكم داود موافقا لحكم سليمان عليهماالسلام ، والخطأ إنما كان من قضاة بني إسرائيل ، فأظهر داود عليهالسلام خطاءهم بذلك ، ويؤيد ذلك ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان له كرم ، فنفشت فيه الغنم بالليل وقضمته ، وأفسدته ، فجاء صاحب الكرم إلى صاحب الغنم ، فقال داود عليهالسلام : اذهب إلى سليمان ليحكم بينكما فذهبا إليه فقال سليمان عليهالسلام : إن كانت الغنم أكلت الأصل والفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم وما في بطنها ، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب الأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم ، وكان هذا حكم داود ، وإنما أراد أن يعرف
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٧٩.