______________________________________________________
قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أقول : هذا من جملة ما ذكره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام في يوم الغدير ، وهو مما تواتر نقله من الخاص والعام ، فقد روى ابن الأثير في جامع الأصول أخذته من عين كتابه نقلا من صحيح الترمذي عن زيد ابن أرقم ، وأبي سريحة ـ الشك من شعبة ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وروى البغوي في المصابيح والبيضاوي في المشكاة عن أحمد والترمذي بإسنادهما عن زيد بن أرقم مثله ، ورويا عن أحمد بإسناده عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما نزل بغدير خم أخذ بيد علي عليهالسلام فقال : ألستم تعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، فقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
أقول : قال ابن حجر العسقلاني في المجلد السادس من كتاب فتح الباري في شرح فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام من صحيح البخاري ، وأما حديث : من كنت مولاه فعلي مولاه فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، انتهى.
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : روى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد الله قال : لما بلغ عليا عليهالسلام أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم له وتفضيله على الناس ، قال : أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع ، فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنهم سمعوه يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي عليهالسلام : من كنت مولاه فهذا على مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه.