______________________________________________________
الدنيا والدين ، وبالاعتقاد بها تقبل أعمال المسلمين ، وقال الشيخ جلال الدين السيوطي وهو من أكابر متأخري المخالفين في كتاب الإتقان : أخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب قال : نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة ، ومنها « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » وفي الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع ، لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم ، وأخرج مثله من حديث أبي هريرة ، انتهى.
وروى السيوطي أيضا في الدر المنثور بأسانيد أن اليهود قالوا : لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذنا يومها عيدا.
وروى الشيخ الطبرسي (ره) في مجمع البيان عن مهدي بن نزار الحسيني عن عبد الله الحسكاني عن أبي عبد الله الشيرازي عن أبي بكر الجرجاني عن أبي أحمد الأنصاري البصري عن أحمد بن عمار بن خالد عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما نزلت هذه الآية قال : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي ، وولاية علي بن أبي طالب من بعدي ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله.
قال : وقال الربيع بن أنس نزل في المسير في حجة الوداع ، انتهى.
وقد مر سائر الأخبار في ذلك.
المسلك الخامس.
أن الأخبار المتقدمة الدالة على نزول قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ » مما يعين بالمولى الأولى والخليفة والإمام ، لأن التهديد بأنه إن لم يبلغه فكأنه لم يبلغ