______________________________________________________
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وقد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أن الله أوحى إلى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يستخلف عليا فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل الله سبحانه هذه الآية تشجيعا له على القيام لما أمره بأدائه.
والمعنى إن تركت تبليغ ما أنزل إليك أو كتمته كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك في استحقاق العقوبة.
المسلك السادس :
هو أن الأخبار الخاصية والعامية المشتملة على صريح النص في تلك الواقعة إن لم تدع تواترها معنى ـ مع أنها كذلك ـ فهي تصلح لكونها قرينة لكون المراد بالمولى ما يفيد الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ، لا سيما مع انضمام ما جرت به عادة الأنبياء والسلاطين والأمراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم ، وهل يريب عاقل في أن نزول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في زمان ومكان لم يكن نزول المسافر متعارفا فيهما ، حيث كان الهواء على ما روي في غاية الحرارة ، حتى كان الرجل يستظل بدابته ، ويضع الرداء تحت قدميه من شدة الرمضاء (١) والمكان مملوء من الأشواك ، ثم صعوده صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأقتاب (٢) والدعاء لأمير المؤمنين صلوات الله عليه على وجه يناسب شأن الملوك والخلفاء وولاة العهد ، لم يكن إلا لنزول الوحي الإيجابي الفوري في ذلك الوقت ، لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر وهو استخلافه والأمر بوجوب طاعته.
المسلك السابع :
نقول يكفي في القرينة على إرادة الإمامة من المولى فهم من حضر ذلك المكان وسمع هذا الكلام ، هذا المعنى كحسان حيث نظمه في إشعاره المتواترة وغيره من شعراء الصحابة والتابعين وغيرهم ، وكالحارث بن النعمان الفهري كما رويناه
__________________
(١) الرمضاء : شدة الحر.
(٢) الأقتاب جمع القتب : الرحل.