إلى الحسين عليهالسلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليهالسلام فجرى تأويل هذه الآية « وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ » ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليهالسلام وقال الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا.
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام مثل ذلك.
______________________________________________________
أظهر الوجوه ، ويؤيده أن في تفسير العياشي هكذا : فلما حضر الحسن بن علي لم يستطع ولم يكن ليفعل أن يقول : وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ، فيجعلها لولده.
قوله عليهالسلام : لم يكن أحد من أهل بيته ، أي أخوته وبني أخيه « يستطيع أن يدعى عليه » أي الوصاية ويقول : اجعلني وصيا بعدك « ثم صارت » أي الإمامة « حين أفضت » أي وصلت « إلى الحسين » قال في المغرب : أفضى فلان إلى فلان إذا وصل إليه حقيقة ، وصار في فضائه وساحته ، انتهى.
قوله : يجري ، خبر صارت بحذف العائد أي تجري فيها تأويل هذه الآية ، وفي أكثر النسخ فجرى فالخبر مقدر ، أو صارت تامة بمعنى تغيرت.
« وقال : الرجس هو الشك » يمكن أن يكون المراد ما يشمل الشك في دينه وأحكامه تعالى وشرائعه ، أي ليس لنا شك وتحير في شيء من أمور الدين ، أو يكون الشك في الرب كناية عن المعصية ، فإن من كان في درجة اليقين بالله وباليوم الآخر لا يصدر منه معصية ، كما سيأتي تحقيقه ، قال في القاموس : الرجس بالكسر القذر ويحرك ، ويفتح الراء ويكسر الجيم ، والمأثم وكل ما استقذر من العمل ، والعمل المؤدي إلى العذاب والشك والعقاب والغضب.