______________________________________________________
عليهالسلام وقال : ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ».
وروى ابن بطريق في المستدرك عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا الناس إلى علي في غدير خم وأمر بما تحت الشجر من شوك فقم ، وذلك في يوم الخميس ، فدعا عليا فأخذ بضبعيه (١) فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض أبطئ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » الآية. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الله أكبر الله أكبر على كمال الدين (٢) وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي ، وبالولاية لعلي من بعدي ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله.
ورواه في الطرائف عن ابن مردويه بإسناده عن الخدري.
وروى السيوطي في در المنثور عن ابن مردويه وابن عساكر بإسنادهما عن الخدري قال : لما نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرئيل عليه بهذه الآية : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » وروي عن أبي هريرة أيضا مثله ، والأخبار في ذلك كثيرة أوردتها في الكتاب الكبير.
ومع قطع النظر عن الرواية يمكن أن يكون المراد بإكمال الدين بالولاية أن دين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما يحفظ ويبقى ويوضح بالوصي ، فمع عدم تعيين الوصي يكون الدين ناقصا في معرض الزوال والضياع ، وأيضا لما كان قبول الأعمال مشروطا بالولاية فمع عدم تعيين الإمام يكون ناقصا ، وبه يكمل جميع أمور الدين وبه يتم النعمة على الخلق بتلك الوجوه ، والأخبار في كون نعمة الله الولاية كثيرة ، وبه يتم دين
__________________
(١) الضبع : العضد.
(٢) وفي بعض النسخ « إكمال الدين » كما مرّ آنفا في رواية الخدري.