وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَ » يوم القيامة « عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها » يعني بعد مقالة رسول الله صلىاللهعليهوآله
______________________________________________________
وفي تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : لما سلموا على علي بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأول : قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال : أمن الله أو من رسوله؟ فقال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال لصاحبه : قم وسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال : أمن الله ومن رسوله؟ فقال : نعم من الله ومن رسوله ، ثم قال : يا مقداد قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، قال : فلم يقل ما قال صاحباه ، ثم قال : يا أبا ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام وسلم ، ثم قال : قم يا سلمان وسلم على علي بإمرة المؤمنين فقام وسلم ، قال : حتى إذا خرجا وهما يقولان : لا والله لا نسلم له ما قال أبدا ، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه : « وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً » بقولكم أمن الله ومن رسوله « إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ » إلى آخر الخبر.
قوله عليهالسلام : يعني به ، أي بقوله : « وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً » أو « ما تَفْعَلُونَ » والأول أظهر لما مر في رواية العياشي.
قوله : أن تكون أئمة ، لعله على هذا التأويل مفعول له لقوله « تتخذون » أي تضمرون نقض العهد لأن تكون أئمة من أئمة الضلال أزكى من أئمتكم أئمة الهدى ، والمعنى تفعلون ذلك كراهة أن تكون أئمة الحق أزكى من أئمتكم الضالة والظاهر أن في قرآنهم عليهمالسلام كانت الآية هكذا ، وقد يأول بأن المراد أن أربى هنا معناه أزكى ، والمراد بالأمة في الموضعين الأئمة وهو بعيد ، والإيماء باليد وطرحها لتقوية الإنكار « يعني بعلي » رجوعه إليه عليهالسلام بقرينة نزول الآية فيه وفي خلافته ، أو هو بيان لحاصل المعنى والضمير راجع إلى أن يكون أئمة لأنه بمعنى المصدر ، أو عوده إليه باعتبار أنه مفهوم من أئمة أنه واحد منهم ، أو إلى أئمة باعتبار أن المراد بها علي عليهالسلام والجمع للتعظيم كما قيل ، والأول أظهر « يعني بعد مقالة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » لعله عليهالسلام فسر الثبوت بما يوجب الثبوت ويقتضيه من النص الصريح عليه عليهالسلام