بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ » (١) يقول أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربى
______________________________________________________
هذا الرجل قد هداكم الله على يده وهو ابن أختكم وجاركم في بلدكم فاجمعوا له طائفة من أموالكم ففعلوا ثم أتوه به فرده عليهم ونزل قوله تعالى : « قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً » أي على الإيمان إلا أن تؤدوا أقاربي ، فحثهم على مودة أقاربه ، ثم قال بعد نقل خبر طويل عن صاحب الكشاف في مودة آل الرسول صلوات الله عليهم وذم بغضهم : وأنا أقول آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه ، وكل من كان أول أمرهم أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين عليهمالسلام كان التعلق بينهم وبين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.
وأيضا اختلف الناس في الآل فقيل : هم الأقارب. وقيل : هم أمته فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل ، فثبت أن على جميع التقديرات هم آل ، وأما غيرهم هل يدخلون تحت لفظ الآل فمختلف فيه ، فثبت على جميع التقديرات أنهم آل محمد عليهمالسلام.
وروى صاحب الكشاف أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقيل : على وفاطمة وابناهما ، فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلىاللهعليهوآله ، فإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، ثم ذكر الرازي دلائل كثيرة على وجوب محبة الآل.
وأقول : هذه الرواية التي رواها الزمخشري رواها الثعلبي والبيضاوي وغيرهما من المفسرين.
قوله : « وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ » أقول : القراءة المشهورة : الموءودة بالهمزة ، قال الطبرسي : الموءودة هي الجارية المدفونة حيا وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها ، فإن ولدت بنتا رمتها في الحفرة وإن ولدت غلاما حبسته ،
__________________
(١) راجع كلام الشارح في تفسير الآية.