وإن أفن فالفناء ميعادي وإن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة « فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا » ... « أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ » فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة أو تحل به بعد الموت نقمة فإنما نحن له وبه ثم أقبل على الحسن عليهالسلام فقال يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم.
______________________________________________________
وجه المصلحة.
« فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا » أي عني على الوجه الأول أو عن غير قاتلي ممن له شركة في ذلك كما مر في رواية النهج : لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين ، أو عن جرائم إخوانكم وزلاتهم وظلمهم عليكم ، أو إذا جني عليكم بمثل هذه الجناية ، لئلا يناقض قوله عليهالسلام : ضربة مكان ضربة ، مع أنه يحتمل أن يكون معناه إن لم تعفو فضربة ، لكن الأمر بالعفو عن مثل هذا الملعون بعيد.
« فيا لها حسرة » النداء للتعجب والمنادي محذوف وضمير لها مبهم ، وحسرة تميز للضمير المبهم ، نحو ربه رجلا ، وأن يكون خبر مبتدإ محذوف والتقدير لأن يكون ، أي يا قوم أدعوكم لأمر تتعجبون منه وهي الحسرة على ذي غفلة ، وهي كون العمر عليه حجة لتضييعه فيما لا يعنيه ، والشقوة بالكسر سوء العاقبة.
« ممن لا يقصر به » الباء للتعدية و « رغبة » فاعل لم يقصر ، وضمير « به » راجع إلى الموصول أي لا تجعله رغبة من رغبات النفس وشهوة من شهواتها قاصرا عن طاعة الله ، هذا هو الظاهر ، وقيل : رغبة تميز عن النسبة وضمير به راجع إلى الله أي ممن لا يقصر بتوفيق الله عن طاعة الله لأجل الرغبة عنها وهو بعيد ، وقد يتوهم تعلق عن طاعة الله بالرعية وهو أبعد « أو تحل » عطف على « يقصر » فينسحب عليه النفي ، والنقمة العقوبة والعذاب.
« فإنما نحن له وبه » أي لله ومملوكه ، ولا نفعل شيئا إلا بعونه أو الضمير للموت أي خلقنا للموت ونحن متلبسون به.