سرائري وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي إن أبق فأنا ولي دمي
______________________________________________________
الوسيلة وقيامه على شفير جهنم يقول للنار : خذي هذا واتركي هذا في القيامة.
وفي أكثر نسخ الكتاب : وقيامي غير مقامي ، وهو أنسب بالأخير ، وعلى الأول يحتاج إلى تكلف شديد ، كان يكون المراد قيامه عند الله تعالى في السماوات وتحت العرش وفي الجنان في الغرفات وفي دار السلام كما دلت عليه الروايات ، وفي نسخ النهج وفي بعض نسخ الكتاب : وقيامي غير مقامي ، فهو بالأول أنسب ، ويحتاج في الأخير إلى تكلف تام بأن يكون المراد بالغير القائم عليهالسلام ، فإنه إمام الزمان في الرجعة وقيام الرسول مقامه للمخاصمة في القيامة.
ويخطر بالبال أيضا أنه يمكن الجمع بين المعنيين فيكون أسد وأفيد بأن يكون : ترون أيامي ، ويكشف الله عن سرائري ، في الرجعة والقيامة لاتصاله بقوله « وداع مرصد للتلاقي » وقوله عليهالسلام : وتعرفوني ، كلاما آخر إشارة إلى ظهور قدره في الدنيا كما مر في المعنى الأول ، هذا أظهر الوجوه لا سيما على النسخة الأخيرة.
« إن أبق فأنا ولي دمي » صدق الشرطية لا يستلزم وقوع المقدم وقد مر الكلام فيه فلا ينافي ما مر من قوله : وغدا مفارقكم « فالفناء ميعادي » كما قال جل شأنه : « كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ » (١) وقال : « كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ » (٢) وفي بعض النسخ : العفو لي قربة ولكم حسنة ، فيحتمل أن يكون استحلالا من القوم كما هو الشائع عند الموادعة ، أي عفوكم عني سبب مزيد قربي وحسناتكم ، أو عفوي لكم قربة وعفوكم عني حسنة لكم ، فيكون طلب العفو على سبيل التواضع من غير أن يكون منه إليهم جناية ، وفي أكثر النسخ وإن أعف فالعفو لي قربة ، أي إن أعف عن قاتلي ، فقوله : ولكم حسنة أي عفوي لكم حسنة لصعوبة ذلك عليكم حيث تريدون التشفي منه وتصبرون على عفوي بعد القدرة على الانتقام ، أو عفوكم عمن فعل مثل ذلك لكم حسنة لا عفوكم من قاتلي ، فإنه لا يجوز وإن احتمل أن يكون قال ذلك على
__________________
(١) سورة الرحمن : ٢٧.
(٢) سورة القصص : ٨٨.