الناطق ويد الكاتب حتى لا يجد قلما ويؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك وكذلك يجزي الله المحسنين و « لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ » الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا
______________________________________________________
وما خلت (١) أي مضت به الرسل سائر الكتب أو المراد بالكتاب الجنس ليشملها وما خلت به الرسل ما ذكره الأنبياء عليهمالسلام ويمكن أن يقرأ « سبق » بصيغة المصدر مضافا إلى الكتاب ليكون مفعولا مطلقا للتشبيه ، والحاصل أني كلما أقصد أن أذكر شيئا مما في رأسي من فضائلك أو فضائلك ومناقب أخيك أجده مذكورا في كتاب الله وكتب الأنبياء وقيل : أي سبقني إليه أنت وأخوك لذكره في كتاب الله وكتب الأنبياء عليهمالسلام و « أنه » أي ما في رأسي « حتى لا يجد » أي الكاتب « قلما ».
ويؤتى (٢) « على بناء المجهول والضمير للكاتب أيضا أو للذي يكتب له الكتاب ليقرأه وهو معطوف على لا يجد ، والحمم بضم الحاء وفتح الميم : جمع الحمة أي الفحمة يشبه بها الشيء الكثير السواد ، وضمير » يبلغ « للكاتب » ويحتمل القرطاس والأول أظهر.
والحاصل أنه كلام من كثرته يكل به يد الكاتب لكثرة الحركة حتى تفنى الأقلام فلا توجد لصرف كلها في الكتابة ، وحتى يؤتي أي الكاتب أو من يؤتي من جانب الكتاب بالقراطيس كلها مسودة مملوءة بفضائلك ، فلا يبلغ الكاتب الدرجة التي تستحقها من الفضائل والمناقب ، بل المكتوب قليل من كثير كما قال تعالى : « قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي » (٣) الآية وقد ورد أنهم كلمات الله.
« أعلمنا علما » قوله علما تميز للنسبة على المبالغة والتأكيد ، والحلم العقل أو الرزانة وعدم السرعة أي الطيش « قبل أن يخلق » أي بدنه الشريف كما روي أن أرواحهم المقدسة قبل تعلقها بأبدانهم المطهرة كانت عالمة بالعلوم اللدنية معلمة للملائكة ، وقيل : المعنى أنه كان في علم الله أنه يكون فقيها ولا يخفى بعده.
__________________
(١) سورة وفي المتن « ما جائت ».
(٢) وفي المتن « ويؤتوا » بصيغة الجمع.
(٣) سورة الكهف : ١٠٩.