على الحسن عليهالسلام فلما أن صلى عليه حمل فأدخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فوقفت وقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول
______________________________________________________
عليهالسلام ، وكذا قوله : فلما أن صلى ، يحتمل الوجهين وأن زائدة لتأكيد الاتصال.
« وأعلم بتأويل كتابه » قيل : أفعل ليس هنا للتفضيل بل للتبعيد ، وقيل : المراد أعلم الناس بتأويل كتابه مكرها أن يهتك ، والحاصل أن وفور علمه مانع من ذلك ، وظاهره أنه لم يكن ذلك جائزا بالنسبة إلى الحسن عليهالسلام أيضا ، ولعله على سبيل المصلحة إلزاما عليها لبيان سوء صنيعها في دفن الملعونين غير المأذونين ، وإشكال إثبات الفرق بين الفعلين ، وإلا فهو عليهالسلام كان مأذونا في ذلك في حياته وبعد وفاته.
ويؤيده ما رواه الشيخ في مجالسه بأسانيد جمة عن ابن عباس قال : دخل الحسين بن علي عليهماالسلام على أخيه الحسن بن علي عليهالسلام في مرضه الذي توفي فيه فقال له : كيف تجدك يا أخي؟ قال : أجدني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، واعلم أنه لا أسبق أجلي وإني وارد على أبي وجدي عليهماالسلام على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة وأستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه ، بل على محبة مني للقاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمي فاطمة عليهاالسلام ، وحمزة وجعفر عليهماالسلام ، وفي الله عز وجل خلف من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودرك من كل ما فات ، رأيت يا أخي كبدي في الطشت ، ولقد عرفت من دهاني ومن أين أتيت فما أنت صانع به يا أخي؟ فقال الحسين عليهالسلام أقتله والله ، قال : فلا