يزيد ثم قال لي أبو إبراهيم عليهالسلام إني أوخذ في هذه السنة والأمر هو إلى ابني علي سمي علي وعلي فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب وأما الآخر فعلي بن الحسين عليهالسلام أعطي فهم الأول وحلمه ونصره ووده ودينه
______________________________________________________
بإمامة أخيهم وخلافته ، وقيل : أي فأشهده عليهم أي اجعله إماما وشاهدا على ولدك ، وفي العيون : فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك وأفرغ مما أردت فإنك منتقل عنه ومجاور غيره ، فاجمع ولدك واشهد الله عليهم وكفى بالله شهيدا.
« إني أوخذ » على بناء المجهول بقلب الهمزة واوا ، ويقال : هو سمي فلان إذا وافق اسمه اسمه ، وقيل : في قوله تعالى : « هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا » (١) أي نظيرا يستحق مثل اسمه.
« أعطي فهم الأول » أي أمير المؤمنين عليهالسلام « ووده » أي الحب الذي جعل الله له في قلوب المؤمنين كما روي أن قوله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا » (٢) أنزل في أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال الطبرسي رحمهالله : فيه أقوال :
أحدها : أنها خاصة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فما من مؤمن إلا وفي قلبه محبة لعلي عليهالسلام عن ابن عباس ، وفي تفسير أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فقالهما علي عليهالسلام ، فنزلت هذه ، وروي نحوه عن جابر بن عبد الله.
والثاني : أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة والألفة والمقة (٣) في قلوب الصالحين.
__________________
(١) سورة مريم : ٦٥.
(٢) سورة مريم : ٦٩.
(٣) مقة كعدة : المحبّة وأصله من « ومق » يقال : ومقه أي أحبّه.