وأمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونا رحمهالله شيئا إلا ألجأه إليه وتركنا عالة ولو لا أني أكف نفسي لأخبرتك بشيء على رءوس الملإ.
فوثب إليه إبراهيم بن محمد فقال إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيرا وإن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر والباطن وما كان ليأمنك على تمرتين ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له إنك لسفيه ضعيف أحمق اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك وأعانه القوم أجمعون
______________________________________________________
متمتعين منتفعين بك « في أسفل هذا الكتاب » أي الوصية الأولى المختوم عليها « كنزا وجوهرا » أي ذكر كنز وجوهر لأنفسهما « إلا الجاه » أي فوضه إليه و « عالة » جمع عائل وهو الفقير أو الكثير العيال « لأخبرتك بشيء » أي ادعاء الإمامة والخلافة وغرضه تخويفه عليهالسلام وإغراء أعدائه به ، والملأ بالتحريك الجماعة من الأشراف « إذا » بالتنوين أي حين تخبر بشيء وهي من نواصب المضارع ، ويجوز الفصل بينها وبين منصوبها بالقسم « وتخبر » منصوب بها ، والمدحور المطرود.
« نعرفك » استئناف لبيان السابق ، « ولو » للتمني أو الجزاء مقدر « وإن » مخففة من المثقلة « ليأمنك » اللام المكسورة زائدة لتأكيد النفي وفي النهاية يقال لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به ، وأخذت بتلبيب فلان إذا جمعت ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره ، والتلبيب : مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل ، انتهى.
« اجمع » بصيغة الأمر « هذا » أي ما وقع منك في هذا اليوم من سوء الأدب والخصومة « مع ما كان بالأمس منك » يدل على أنه كان قد صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر ، ويمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلم وقيل : أجمع على أفعل تأكيد وقيل : الهمزة للاستفهام التوبيخي وجمع بالفتح أي مجموع وهو مبتدأ ومضاف إلى