ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة ولقد لبس أبي درع رسول الله صلىاللهعليهوآله فخطت على الأرض خطيطا ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله.
______________________________________________________
نفوس بني إسرائيل فلا يفرون ، وقيل : كانت فيه صور الأنبياء ، وأما وجه حمل الملائكة فقيل : رفعه الله بعد موسى فنزلت به الملائكة وهم ينظرون إليه ، وقيل : كان بعده مع أنبيائهم يستفتحون به حتى أفسدوا فغلبهم الكفار عليه ، وكان في أرض جالوت إلى أن ملك طالوت ، فأصابهم بلاء حتى هلكت خمس مدائن فتشأموا بالتابوت ، فوضعوه على ثورين فساقهما الملائكة إلى طالوت.
وقال علي بن إبراهيم في تفسيره : هو التابوت الذي أنزل الله على موسى فوضعته فيه أمه وألقته في أليم ، فكان في بني إسرائيل يتبركون به ، فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات ، فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله منهم ، فلما سألوا النبي وبعث الله إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله تعالى : « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ » إلى قوله « فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ » فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين ، فخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان ، وتفصيله في كتابنا الكبير.
« فكانت وكانت » أي كانت قريبة من الاستواء وكانت زائدة أو كانت كذلك وكانت أوفق ، وقيل : يعني قد يصل إلى الأرض وقد لا يصل ، يعني لم يختلف على وعلى أبي اختلافا محسوسا ذا قدر ، وقيل : أي فكانت لي وكانت لأبي سواء ، وقيل : أي فكانت وكانت كذلك والتكرير لإفادة تكرير اللبس « ملأها » أي لم يفضل عنه ولم يقصر ، وكان موافقا لبدنه ، ولعل هذا غير الدرع الذي استواؤه على البدن من علامات الإمامة ،