______________________________________________________
وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا ، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ، ثم ملك الفراعنة.
قال : وأنزل الله تعالى في ذلك « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » يملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ، قال : فأطلع الله تعالى نبيه عليهالسلام أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه المدة إلى آخر الخبر ، وسيأتي في هذا الكتاب مثله أيضا في باب ليلة القدر.
واختلف في معنى كونها خيرا من ألف شهر ، فقيل : المراد أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر كما في رواية الصحيفة ، وهي تحتمل وجوها :
الأول : أن يكون المراد أن الله سلب فضل ليلة القدر في مدة ملكهم عن العالمين سوى أهل البيت المعصومين عليهمالسلام ، فعبادة ليلة القدر أفضل من عبادة تلك المدة لعدم كون ليلة القدر فيها.
الثاني : أنه تعالى سلب فضلها عن بني أمية ، فالمراد بالعبادة العبادة التقديرية لعدم صحة عباداتهم ، أي لو كانت مقبولة لكانت عبادة ليلة القدر أفضل منها ، لسلب فضل ليلة القدر عنهم.
الثالث : أن يكون بيان مدة ملكهم وأنها تقريبا ألف شهر ، وقوله : « ليس فيها ليلة القدر » أي مع قطع النظر عن ليلة القدر ، لا أن الله سلبها في تلك المدة عنهم أو مطلقا.
الرابع : أن يكون المراد أن الثواب الذي يمنحه الله على العمل فيها خير من سلطنة بني أمية وشوكتهم واقتدارهم في تلك المدة ، والحاصل أن امتياز هذا الثواب من سائر المثوبات الأخروية كامتياز ملك بني أمية بالنسبة إلى سائر الاعتبارات والدرجات الدنيوية وإلا فقد ورد أن ثواب تسبيحة خير من ملك سليمان ويرد هذا الوجه كثير من الأخبار.