أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه « يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً » يقول يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد صلىاللهعليهوآله فمن قال غير ذلك « فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم ونحن هم فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا وما أنتم بفاعلين أما
______________________________________________________
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » فيقول ، تفسير للآية أي يقول الله ، وفي تأويل الآيات « يقول » وفي بعض نسخ الكتاب أيضا.
« أستخلفكم » بصيغة المتكلم « لعلمي » أي لحفظه « كما استخلف » بصيغة الغائب المعلوم على الالتفات ، أو المجهول أو بصيغة المتكلم ، وفي تأويل الآيات « كما استخلفت » وهو أظهر.
« بإيمان لا نبي بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم » وفي تأويل الآيات : أن لا نبي ، يعني أن نفي الشرك عبارة عن أن لا يعتقد النبوة في الخليفة الظاهر الغالب أمره « ومن قال غير ذلك » هذا تفسير لقوله تعالى : « وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » يعني من كفر بهذا الوعد بأن قال مثل هذا الخليفة لا يكون إلا نبيا ولا نبي بعد محمد فهذا الوعد غير صادق أو كفر بهذا الوعد بأن قال إذا ظهر أمره هذا نبي أو قال ليس بخليفة لاعتقاده الملازمة بين الأمرين ، فقوله عليهالسلام : « غير ذلك » إشارة إلى الأمرين ، والسر في هذا التفسير أن العامة لا يعتقدون مرتبة متوسطة بين مرتبة النبوة ومرتبة آحاد أهل الإيمان من الرعية في العلم اللدني بالأحكام ، ولهذا ينكرون إمامة أئمتنا زعما منهم أنهم كسائر آحاد الناس ، فإذا سمعوا منهم من غرائب العلم أمرا زعموا أنهم عليهمالسلام يدعون النبوة لأنفسهم ، ولذا قال هشام بن عبد الملك مشيرا إلى الباقر عليهالسلام هذا نبي أهل الكوفة.
« فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد صلىاللهعليهوآله بالعلم » أي مكنهم في الخلافة أو في الدين بما أعطاهم من العلم الكامل لا ببسط اليد ، فإنه مختص ببعضهم ، أو الباء بمعنى في ،