ما سألت عنه إلا الله عز وجل.
قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء قال لا وكيف يعلم وصي غير علم ما أوصي إليه قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الوصاة يعلم
______________________________________________________
لا يتيسر لعامة الخلق ، ولذا منعوا عن تعلم علم النجوم والخوض فيه ، والتفكر في مسائل القضاء والقدر وهذا بين لمن تأمل فيه ، وأيضا الإحاطة بكيفيات ما ينزل في ليلة القدر وتفصيلها وكنه حقيقتها إنما يحصل بعد الإحاطة بغرائب أحوالهم وشؤونهم ، وهذا مما تعجز عنه عقول عامة الخلق ولو أحاطوا بشيء من ذلك لطاروا إلى درجة العلو والارتفاع ، ولذا كانوا عليهمالسلام يتقون من شيعتهم أكثر من مخالفيهم ، ويخفون أحوالهم وأسرارهم منهم خوفا من ذلك ، ولعله يشير إلى هذا قولهم عليهمالسلام : إن علمنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، وفي بعض الأخبار لا يحتمله ملك مقرب ، إلخ ، وإليه يومي أيضا قولهم عليهمالسلام : لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله.
قال الفاضل الأسترآبادي (ره) في قوله عليهالسلام : « هذا مما أمروا بكتمانه » يفهم من كلامه عليهالسلام أن الله تعالى علم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جل نقوش اللوح المحفوظ المتعلقة بما مضى وما سيكون ، ونقوش اللوح المحفوظ قسمان : قسم منه لله فيه المشية والبداء يجري فيه ، وقسم محتوم لا يجري فيه البداء ، والنقوش المتعلقة بكل سنة تصير محتومة في ليلة القدر وتنزل الملائكة والروح فيها بالإذن فيما صار محتوما وأما قوله عليهالسلام : وهذا مما قد أمروا بكتمانه ، فمعناه أنهم مأمورون بكتمان خصوصيات ما ينزل عليهم في ليلة القدر ، وأما قوله : ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله فمعناه أنه لا يعلم ما يصير محتوما في كل سنة قبل أن يصير محتوما إلا الله تعالى وأما قوله : لا يستطيعون « إلخ » فمعناه أنه لا يجوز لهم العمل بمقتضى علمهم إلا بعد العلم بأنه صار محتوما وبعد الإذن في العمل ، وأما قوله : لا يحل لك ، ففيه احتمالات : أحدها : أنه لا يحل له ذلك لأن ذهنه قاصر عن فهم أنه لا