٢٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً » (١) قال عنى بذلك أمة محمد صلىاللهعليهوآله أن يكونوا على دين واحد ـ كفارا كلهم « لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ » ولو فعل الله ذلك بأمة محمد صلىاللهعليهوآله لحزن المؤمنون وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.
______________________________________________________
السير الذي يكون عليه من اللجام عذارا باسم موضعه ، انتهى.
وأقول : يمكن أن يقال لتكميل التشبيه أن الفقر يمنع الإنسان من الطغيان كما يمنع اللجام الفرس عن العصيان.
الحديث الثالث والعشرون : ضعيف على المشهور.
وقد مر تفسير الآية وأما تأويله عليهالسلام فلعل المعنى أن المراد بالناس أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته بقرينة المضارع في يكون ويكفر ، والمراد بمن يكفر بالرحمن المخالفون المنكرون للإمامة والنص على الإمام ، ولذا عبر بالرحمن إشعارا بأن رحمانية الله يقتضي عدم إهمالهم في أمور دينهم ، أو المراد أن المنكر للإمام كافر برحمانية الملك العلام ، والحاصل أنه لو لا أنه كان يصير سببا لكفر المؤمنين لحزنهم وغمهم وانكسار قلبهم فيستولي عليهم الشيطان فيكفرون ويلحقون بالمخالفين إلا شاذ منهم لا يكفي وجودهم لنصرة الإمام أو يهلكون غما وحزنا ، وأيضا لو كان جميع المخالفين بهذه الدرجة من الغناء والثروة ، وجميع المؤمنين في غاية الفقر والمهانة والمذلة « لم يناكحوهم » أي المخالفون المؤمنين بأن يعطوهم بناتهم أو يأخذوا منهم بناتهم ، فلم يكن يحصل بينهم نسب يصير سببا للتوارث فبذلك ينقطع نسل المؤمنين ويصير سببا لانقراضهم ، أو لمزيد غمهم الموجب لارتدادهم ، وبتلك الأسباب
__________________
(١) سورة الزخرف : ٣٣.