(باب)
(في سكون المؤمن إلى المؤمن)
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد.
______________________________________________________
باب في سكون المؤمن إلى المؤمن
الحديث الأول : مرسل.
« إلى المؤمن » قيل : إلى بمعنى مع وأقول : كان فيه تضمينا وهذا تشبيه كامل للمعقول بالمحسوس ، فإن للظمآن اضطرابا في فراق الماء ، ويشتد طلبه له فإذا وجده استقر وسكن ، ويصير سببا لحياته البدني فكذلك المؤمن يشتد شوقه إلى المؤمن وتعطشه في لقائه ، فإذا وجده سكن ومال إليه ، ويحيى به حياة طيبة روحانية فإنه يصير سببا لقوة إيمانه وإزالة شكوكه وشبهاته ، وزوال وحشته.
وقيل : هذا السكون ينشأ من أمرين : أحدهما : الاتحاد في الجنسية للتناسب في الطبيعة والروح كما مر ، والمتجانسان يميل أحدهما إلى الآخر ، وكلما كان التناسب والتجانس أكمل كان الميل أعظم ، كما روي : أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وثانيهما : المحبة لأن المؤمن لكمال صورته الظاهرة والباطنة بالعلم والإيمان والأخلاق والأعمال محبوب القلوب ، وتلك الصورة قد تدرك بالبصر والبصيرة ، وقد تكون سببا للمحبة والسكون بإذن الله تعالى ، وبسبب العلاقة في الواقع ، وإن لم يعلم تفصيلها.