به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه أنسا لا يستوحش إلى أحد.
______________________________________________________
المشهورتين إلى أن اختارا الموت فقبضهما (١) كذلك خواص المؤمنين من الأولياء يرددهم إليهم رفقا وكرامة ليميلوا إلى الموت ، ويحبوا لقاءه تعالى.
الثالث : أن معناه ما رددت الأعلال والأمراض والبر واللطف والرفق حتى يرى بالبر عطفي وكرمي ، فيميل إلى لقائي طمعا ، وبالبلايا والعلل فيتبرم بالدنيا ، ولا يكره الخروج منها.
وما دل عليه هذا الحديث من أن المؤمن يكره الموت ، لا ينافي ما دلت الروايات الكثيرة عليه من أن المؤمن يحب لقاء الله ولا يكرهه.
أما ما ذكره الشهيد في الذكرى من أن حب لقاء الله غير مقيد بوقت فيحمل على حال الاحتضار ومعاينة ما يحب ، فإنه ليس شيء حينئذ أحب إليه من الموت ولقاء الله ، ولأنه يكره الموت من حيث التألم به ، وهما متغايران وكراهة أحد المتغايرين لا يوجب كراهة الآخر ، أو لأن حب لقاء الله يوجب حب كثرة العمل النافع وقت لقائه ، وهو يستلزم كراهة الموت القاطع له ، واللازم لا ينافي الملزوم.
قوله تعالى : « وإنه ليدعوني » بأن يقول يا الله مثلا « فأجيبه » بأن يقول له : لبيك مثلا « وإنه ليسألني » أي يطلب حاجته كان يقول : اصرف عني الموت « لاستغنيت به » أي اكتفيت به في إبقاء نظام العالم للمصلحة ، وضمن يستوحش معنى الاحتياج ونحوه فعدي بإلى كما مر
__________________
(١) وتفصيل القصّتين مذكور في تاريخ الطبريّ والكامل وكتاب علل الشرايع والأمالي وإكمال الدين للصدوق (ره) ونقلت ترجمة الأحاديث المذكورة في كتاب تاريخ الأنبياء ج ١ ص ١٥٢ وج ٢ ص ١٧٩ فراجع إن شئت.