(باب)
(أن للقلب أذنين ينفث فيهما الملك والشيطان)
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ما من قلب إلا وله أذنان على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن هذا يأمره وهذا يزجره الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها
______________________________________________________
باب أن للقلب أذنين ينفث فيهما الملك والشيطان
الحديث الأول : حسن كالصحيح.
اعلم أن معرفة القلب وحقيقته وصفاته مما خفي على أكثر الخلق ولم يبين أئمتنا عليهمالسلام ذلك إلا بكنايات وإشارات ، والأحوط لنا أن نكتفي من ذلك بما بينوه لنا من صلاحه وفساده وآفاته ودرجاته ، ونسعى في تكميل هذه الخلقة العجيبة واللطيفة الربانية وتهذيبها عن الصفات الذميمة الشيطانية وتحليتها بالأخلاق الملكية الروحانية لنستعد بذلك للعروج إلى أعلى مدارج الكمال وإفاضة المعارف من حضرة ذي الجلال ، ولا يتوقف ذلك على معرفة حقيقة القلب ابتداء فإنه لو كان متوقفا على ذلك لأوضح موالينا وأئمتنا عليهمالسلام لنا ذلك بأوضح البيان وحيث لم يبينوا ذلك لنا فالأحوط بنا أن نسكت عما سكت عنه الكريم المنان.
لكن نذكر هنا بعض ما قيل في هذا المقام ونكتفي بذلك والله المستعان.
فاعلم أن المشهور بين الحكماء ومن يسلك مسلكهم أن المراد بالقلب النفس الناطقة وهي جوهر روحاني متوسط بين العالم الروحاني الصرف والعالم الجسماني يفعل فيما دونه وينفعل عما فوقه ، وإثبات الأذن له على الاستعارة والتشبيه ، قال بعض المحققين : القلب شرف الإنسان وفضيلته التي بها فاق جملة من أصناف الخلق باستعداده لمعرفة الله سبحانه ، التي في الدنيا جماله وكماله وفخره ، وفي الآخرة عدته