عن أبي عبد الله عليهالسلام قال الفقر الموت الأحمر فقلت لأبي عبد الله عليهالسلام الفقر من الدينار والدرهم فقال لا ولكن من الدين.
______________________________________________________
وقال في النهاية : وفيه لو تعلمون ما في هذه الأمة من الموت الأحمر يعني القتل لما فيه من حمرة الدم أو لشدته يقال : موت أحمر أي شديد ، ومنه حديث علي عليهالسلام كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله ، أي إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية ، وقيل : أراد إذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت كما يقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيها بحمرة النار ، وكثيرا ما يطلقون الحمرة على الشدة.
« ولكن من الدين » نظيره قول أمير المؤمنين عليهالسلام الفقر والغنى بعد العرض على الله ، والمعنى أنهما يظهران بعد الحساب ، وهو ما أشار إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : أتدرون ما المفلس؟ فقالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له ، فقال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ، بل قد يقال أن المفلس حقيقة هو هذا ، ويحتمل أن يراد بقوله عليهالسلام : ولكن من الدين الفقر القلبي وضده الغنى القلبي فالفقير على هذا من ليس له في الدين معرفة وعلم بأحكامه ، ولا تقوى ولا ورع وغيرها من الصفات الحسنة كذا قيل.
وأقول : يحتمل أن يكون المعنى : الذي يضر بالدين ولا يصبر عليه ويتوسل بالظالمين والفاسقين كما مر.