(باب)
(ما أخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به)
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته ولا ينتصف من عدوه وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لأن كل
______________________________________________________
باب ما أخذه الله على المؤمن من الصبر
أي ما يلحقه من الغم والهم « فيما ابتلي به » من الأمور الأربعة المذكورة في الأخبار ، أو على ما يلحقه من معاشرة الخلق ، وقيل : أي فيما كلف به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثال ذلك ، والأول أظهر.
الحديث الأول : صحيح.
« على أن لا تصدق » أي على الصبر على أن لا تصدق مقالته في دولة الباطل أو أهل الباطل مطلقا ، والانتصاف الانتقام ، وفي القاموس : انتصف منه استوفى حقه منه كاملا حتى صار كل على النصف سواء كاستنصف منه « يشفي نفسه » يقال : شفاه يشفيه من باب ضرب فاشتفى هو ، وهو من الشفاء بمعنى البرء من الأمراض النفسانية ، والمكاره القلبية ، كما يستعمل في شفاء الجسم من الأمراض البدنية ، وكون شفاء نفسه من غيظ العدو موجبا لفضيحتها ظاهر لأن الانتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب الفضيحة والمذلة ، ومزيد الإهانة ، والضمير في بفضيحتها راجع إلى النفس « لأن كل مؤمن ملجم » يعني إذا أراد المؤمن أن يشفي غيظه بالانتقام من عدوه افتضح ، وذلك لأنه ليس بمطلق العنان خليع العذار ، يقول ما يشاء ويفعل ما يريد ، إذ هو مأمور بالتقية والكتمان والخوف من العصيان ، والخشية من الرحمن ، ولأن زمام أمره بيد الله سبحانه لأنه فوض أمره إليه ،