في الدنيا ونورا في الآخرة وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا وينزع الله عز وجل ذلك النور منه.
(باب الكتمان)
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال وددت والله أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي النزق وقلة الكتمان.
______________________________________________________
الحديث أو التدين به « له » أي لهذا العبد « عزا » في الدنيا بسبب التقية « ونورا في الآخرة » بسبب عبادته الصحيحة « من حديثنا » أي المختص بنا المخالف لأحاديث العامة « فيكون له ذلا » أي بسبب ترك التقية وينزع الله لبطلان عبادته التي لم يتق فيها.
باب الكتمان
الحديث الأول : صحيح.
« لوددت » بكسر الدال وفتحها : أي أحببت ويقال : فداه يفديه فداء وافتدى به وفاداه أعطى شيئا فأنقذه ، وكان المعنى وددت أي أهلك وأذهب تينك الخصلتين عن الشيعة ، ولو انجر الأمر إلى أن يلزمني أن أعطى فداء عنها بعض لحم ساعدي ، أو يقال : لما كان افتداء الأسر إعطاء شيء لأخذ الأسير ممن أسره أستعير هنا لإعطاء الشيعة لحم الساعد لأخذ الخصلتين منهم ، أو يكون على القلب ، والمعنى : إنقاذ الشيعة من تينك الخصلتين.
« والنزق » بالفتح : الطيش والخفة عند الغضب ، والمراد بالكتمان : إخفاء أحاديث الأئمة وأسرارهم عن المخالفين عند خوف الضرر عليهم وعلى شيعتهم ، أو الأعم منه ومن كتمان أسرارهم وغوامض أخبارهم عمن لا يحتمله عقله.