حاجة شديدة وقد تقربت بذلك إلى أهل بيتي وقومي فلم يزدني بذلك منهم إلا بعدا قال فما آتاك الله خير مما أخذ منك قال جعلت فداك ادع الله لي أن يغنيني عن خلقه قال إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء ولكن سل الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط عمن ذكره
______________________________________________________
يجري بينهم من غير تحقيق لمعناه ومورده « إني رجل منقطع إليكم » كأنه ضمن الانقطاع معنى التوجه أي منقطع عن الخلق متوجها إليكم بسبب مودتي لكم أو مودتي مختصة بكم « وقد تقربت بذلك » الإشارة إما إلى مصدر أصابتني أو إلى الحاجة ، والمستتر في قوله : فلم يزدني راجع إلى مصدر تقربت ، ومرجع الإشارة ما تقدم ، وقوله : إلا بعدا ، استثناء مفرغ وهو مفعول لم يزدني أي لم يزدني التقرب منهم بسبب فقري شيئا إلا بعدا منهم « فما آتاك الله » قيل : الفاء للتفريع على قوله إني رجل منقطع إليكم ، فقوله ما أتاك الله المودة ، وقيل : هو الفقر والأول أظهر « مما أخذ منك » أي المال « إلى لئام خلقه » اللئام جمع اللئيم ، وفي المصباح : لؤم بضم الهمزة لؤما فهو لئيم ، يقال ذلك للشحيح والدنيء النفس والمهين ونحوهم ، لأن اللؤم ضد الكرم ، ويومئ الحديث إلى أن الفقر المذموم ما يصير سببا لذلك ، وغيره ممدوح ، وذمة لأن اللئيم لا يقضي حاجة أحد وربما يلومه في رفع الحاجة إليه ، وإذا قضاه لا يخلو من منة ، ويمكن أن يشمل الظالم والفاسق المعلن بفسقه ، وفي كثير من الأدعية : اللهم لا تجعل لظالم ولا فاسق علي يدا ولا منة وذلك لأن القلب مجبول على حب من أحسن إليه ، وفي حب الظالم معاصي كثيرة كما قال تعالى : « وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ » (١).
الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.
__________________
(١) سورة هود : ١١٣.