المؤمن بالملك فذلك قوله : « وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ » (١).
______________________________________________________
كالزلزال بمعنى الزلزلة ، وأما المصدر فبالكسر كالزلزال ، والمراد به الموسوس سمي به مبالغة « الْخَنَّاسِ » الذي عادته أن يخنس أي يتأخر إذا ذكر الإنسان ربه « الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ » إذا غفلوا عن ذكر ربهم ، وذلك كالقوة الوهمية فإنها تساعد العقل في المقدمات ، فإذا آل الأمر إلى النتيجة خنست وأخذت توسوسه وتشككه « مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ » بيان للوسواس أو للذي أو متعلق بيوسوس أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة والناس ، وقيل : بيان للناس ، على أن المراد به ما يعم القبيلتين وفيه تعسف إلا أن يراد به الناسي كقوله : « يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ » (٢) فإن نسيان حق الله يعم الثقلين.
وقال الطبرسي قدسسره : فيه أقوال : أحدها : أن معناه من شر الوسوسة الواقعة من الجنة ، والوسواس حديث النفس بما هو كالصوت الخفي ، وأصله الصوت الخفي والوسوسة كالهمهمة ، ومنه قولهم : فلان موسوس إذا غلب عليه ما يعتريه من المرة (٣) يقال : وسوس يوسوس وسواسا ووسوسة وتوسوس ، والخنوس : الاختفاء بعد الظهور ، خنس يخنس ، وثانيها : أن معناه من شر ذي الوسواس وهو الشيطان كما جاء في الأثر أنه يوسوس فإذا ذكر ربه خنس ، ثم وصفه الله تعالى بقوله : « الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ » أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع ، ثم ذكر أنه من الجنة وهو الشياطين ، والناس عطف على الوسواس ، وثالثها : أن معناه من شر ذي الوسواس الخناس ثم فسره بقوله : من الجنة والناس. فوسواس الجنة هو وسواس الشيطان.
وفي وسواس الإنس وجهان : أحدهما أنه وسوسة الشيطان من نفسه ، والثاني
__________________
(١) سورة المجادلة : ٢٢.
(٢) سورة القمر : ٦.
(٣) كذا في النسخ وكأنّه مصحّف « المرية » بمعنى الشك.