.................................................................................................
______________________________________________________
المواطن ينصرهم ويدفع عنهم.
وقال البيضاوي : « بِرُوحٍ مِنْهُ » أي من عند الله ، وهو نور القلب أو القرآن أو النصر على العدو ، وقيل : الضمير للإيمان فإنه سبب لحياة القلب ، انتهى.
وروي من طريق العامة أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، قال الأزهري : معناه أنه لا يفارق ابن آدم ما دام حيا كما لا يفارقه دمه ، وقال : هذا على طريق ضرب المثل وجمهورهم حملوه على ظاهره ، وقالوا : إن الشيطان جعل له هذا القدر من التطرق على باطن الآدمي بلطافة هيئته فيجري في العروق التي هي مجاري الدم إلى أن يصل إلى قلبه ، فيوسوسه على حسب ضعف إيمان العبد ، وقلة ذكره وكثرة غفلته ، ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلى باطنه بمقدار قوته ويقظته ودوام ذكره وإخلاص توحيده.
ونقل عن ابن عباس أنه تعالى جعله بحيث يجري من بني آدم مجرى الدم وصدور بني آدم مسكن له كما قال : « مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ » إلخ. والجنة الشياطين وكما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الشيطان ليجثم (١) على قلب بني آدم له خرطوم كخرطوم الكلب ، إذا ذكر العبد لله عز وجل خنس أي رجع على عقبيه ، وإذا غفل عن ذكر الله وسوس ، فاشتق له اسمان من فعليه ، الوسواس من وسوسته عند غفلة العبد ، والخناس من خنوسه عند ذكر العبد ، قيل : والناس عطف على الجنة والإنس لا يصل في وسوسته بذاته إلى باطن الآدمي فكذا الجنة في وسوسته ، وأجيب بأن الإنس ليس له ما للجن من اللطافة ، فعدم وصول الإنس إلى الجوف يستلزم عدم وصول الجن إليه.
ثم أن الله تعالى بلطفه جعل للإنسان حفظة من الملائكة ، وأعطاهم قوي
__________________
(١) جثم : تلبّد بالأرض.