٩ ـ علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن إبراهيم النوفلي ، عن الحسين بن مختار ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ملعون
______________________________________________________
الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.
وقال الصدوق رضياللهعنه في كتاب معاني الأخبار بعد إيراد هذه الرواية : قال مصنف هذا الكتاب : معنى قوله : ملعون من كمه أعمى يعني من أرشد متحيرا في دينه إلى الكفر وقرره في نفسه حتى اعتقده وقوله : من عبد الدينار والدرهم يعني به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمواساة إخوانه فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على عبادة الله ، وأما نكاح البهيمة فمعلوم ، انتهى.
وأقول : اللعن الطرد والإبعاد عن الخير من الله ، ومن الخلق السب والدعاء وطلب البعد من الخير وكل من أطاع من لم يأمره الله بطاعته فقد عبده ، كما قال تعالى : « أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ » (١) وقال سبحانه : « اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ » (٢) وكذا من آثر حب شيء على رضا الله وطاعته فقد عبده كعبادة الدينار والدرهم.
قال الراغب : العبودية إظهار التذلل والعبادة أبلغ نهاية غاية التذلل ، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال ، وهو الله تعالى ، والعبد يقال على أضرب : الأول : عبد بحكم الشرع وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه ، والثاني عبد بالعبادة والخدمة ، والناس في هذا ضربان عبد الله مخلصا وهو المقصود بقوله : « وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ » (٣) وأمثاله وعبد الدنيا وأعراضها وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها ، وإياه قصد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، وعلى هذا النحو يصح أن يقال : ليس كل إنسان عبد الله ، فإن العبد على هذا المعنى
__________________
(١) سورة يس : ٦٠.
(٢) سورة التوبة : ٣١.
(٣) سورة ص : ٤١.