وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ » وقال إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من
______________________________________________________
نفس ذائقة الموت (١) أي ينزل بها الموت لا محالة فكأنها ذاقته ، وقيل معناه كل نفس ذائقة مقدمات الموت وشدائده وسكراته ، وإنما توفون أجوركم (٢) معناه وإنما تجزون جزاء أعمالكم وافيا يوم القيمة ، إن خيرا فخيرا وثوابا ، وإن شرا فشرا وعقابا ، فإن الدنيا ليست بدار جزاء وإنما هي دار عمل والآخرة دار جزاء وليست بدار عمل « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ » أي بوعد من نار جهنم ونجا عنها « وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ » (٣) أي نال المنية وظفر بالبغية ونجا من الهلكة « وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ » (٤) ومعناه وما لذات الدنيا وزينتها وشهواتها إلا متعة متعكموها للغرور والخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الاختيار ، وقيل « مَتاعُ الْغُرُورِ » القوارير وهي في الأصل ما لا بقاء له عن عكرمة ، انتهى كلامه رفع الله مقامه ، وقال البيضاوي : شبهها بالمتاع الذي يدلس به على المتتام ويغريه حتى يشتريه وهذا لمن أثرها على الآخرة ، فأما من طلب بها الآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أو جمع غار.
قوله عليهالسلام : « فبالله فثقوا » هذا مما قدر فيه أما والفاء دليل عليه ، قال الرضي : « رضياللهعنه » وقد يحذف إما لكثرة الاستعمال نحو قوله تعالى « وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ » (٥) « وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ » (٦) « وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ » (٧) و « هذا فَلْيَذُوقُوهُ » (٨) و « فَبِذلِكَ
__________________
(١) سورة العنكبوت الآية ٥٧.
(٢) سوره آل عمران. ١٨٥.
(٣) سورة آل عمران : ١٨٥.
(٤) سورة آل عمران : ١٨٥.
(٥) سوره المدّثّر : ٣.
(٦) سوره المدّثّر : ٤.
(٧) سوره المدّثّر : ٥.
(٨) سورة ص : ٥٧.