فإذا غبتم عنهم استوحشوا.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال سألته عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها فقال أما زيارة القبور فلا بأس بها ولا تبنى عندها المساجد.
______________________________________________________
لهن لمنافاة الستر والصيانة وهو حسن إلا مع الأمن والصون لفعل فاطمة عليهاالسلام ولو كانت زيارتهن مؤدية إلى الجزع والتسخط لقضاء الله لضعفهن علي الصبر منعن منها وعليه يحمل ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعن الله زوارات القبور.
الحديث الثاني : موثق ، يدل على استحباب الزيارة وكراهة بناء المساجد على القبور وقال في الذكرى المشهور كراهة البناء على القبر واتخاذه مسجدا وفي المبسوط نقل الإجماع على كراهة البناء عليه ، وفي النهاية يكره تجصيص القبور وتظليلها وكذا يكره المقام عندها لما فيه من إظهار السخط لقضاء الله ، أو الاشتغال عن مصالح المعاد والمعاش ، أو لسقوط الاتعاظ بها ، وفي خبر علي بن جعفر لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس وظاهره الكراهة فيحمل النهي عليها.
وقال الصدوق : قال النبي صلىاللهعليهوآله لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجدا فإن الله تعالى لعن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قلت هذه الأخبار رواها الصدوق والشيخان ولم يستثنوا قبرا ولا ريب أن الإمامية مطبقة على مخالفة قضيتين من هذه إحداهما البناء والأخرى الصلاة في المشاهد المقدسة فيمكن القدح في هذه الأخبار لأنها آحاد وبعضها ضعيف الإسناد وقد عارضها أخبار أشهر منها وقال ابن الجنيد : ولا بأس بالبناء عليه وضرب الفسطاط يصونه ومن يزوره ، أو تخصيص هذه العمومات بإجماعهم في عهود كانت الأئمة ظاهرة فيها وبعدهم من غير نكير والأخبار الدالة على تعظيم قبورهم وعمارتها وأفضلية الصلاة عندها وهي كثيرة انتهى ، ولا يخفى حسن ما أفاده حشره الله مع أئمة الهدى.