الأرض حتى يغفر له (١).
( النجم الثالث )
في علّة عدم استجابة بعض الأدعية
اعلم انّ الله تعالى وعد باستجابة دعاء العباد ، فلا يمكن أن يخلف وعده ، ويمكن الجواب على بعض الأدعية التي لا تستجاب بوجوه :
الوجه الأول : بما انّ الله حكيم حليم فأفعاله تكون منوطة بالحكمة والمصلحة ألبتة ، فالوعد الذي وعده مشروط بالحكمة أي إذا وجدت المصلحة استجيب الدعاء ، كما لو قال كريم : كلّ من طلب مني شيئاً أعطيته ، فيجيء شخص ويقول له : أعطني حية قاتلة وَضَعها في يدي ، أو أعطني سمّاً قاتلاً كي أشربه ، والحال انّ هذا السائل لا يعلم بضررهما وانهما يوجبان هلاكه.
فعدم الاعطاء حينئذٍ أنسب بالكرم بل انّ العطاء جور ، ومن الواضح انّ أكثر أماني الخلائق مضرّة لهم وهم لا يعلمون ويطلبونها جهلاً.
وأشار الامام زين العابدين عليهالسلام في دعاء طلب الحوائج من الصحيفة الكاملة إلى هذا المعنى ، حيث قال :
« يا من لا تبدّل حكمته الوسائل ... » (٢).
فان قال قائل : إذا كان الأمر لا يتغير لوجود المصالح فما فائدة الدعاء؟ نقول
__________________
١ ـ أمالي الصدوق : ٢١٩ ح ٧ مجلس ٤٥ ـ عنه البحار ٩٥ : ٣٤٧ ح ٢ باب ١٢٦ ـ الوسائل ١ : ٤٦١ ح ٣ باب ١١٤.
٢ ـ الصحيفة الكاملة ، دعاء رقم ١٣ في طلب الحوائج.