تأخيره ، أمّا لكونه يضرّ العبد في هذا الوقت ، أو يريد أن يكثر العبد من الدعاء كي يزيده في مراتب القرب ، ولو أعطاه حاجته سريعاً لترك الدعاء ولم يفز بتلك الدرجات العالية ، وقد تستجاب حاجة مؤمن بعد عدة سنوات من دعائه.
روي عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه سئل : يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر؟ قال : نعم ، عشرين سنة (١).
وقال عليهالسلام : كان بين قول الله عزّوجلّ : ( قَد اُجِبَيت دَّعوَتُكُما ) (٢) وبين أخذ فرعون أربعين عاماً (٣).
وري بسند صحيح عن ابن أبي نصر انّه قال : قلت لأبي الحسن [ الرضا ] عليهالسلام : جعلت فداك انّي قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة وقد دخل قلبي من ابطائها شيء ، فقال : يا أحمد اياك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنّطك ، انّ ابا جعفر [ الباقر ] عليهالسلام كان يقول :
« انّ المؤمن يسأل الله عزّوجلّ حاجة ، فيؤخّر عنه تعجيل اجابته حبّاً لصوته ، واستماع نحيبه ».
ثم قال : والله ما أخّر الله عزّوجلّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم ممّا عجّل لهم فيها ، وأيّ شيء الدنيا ، انّ أبا جعفر عليهالسلام كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا اُعطي فتر.
فلا تملّ الدعاء فانّه من الله عزّوجل بمكان ، وعليك بالصبر ، وطلب الحلال ، وصلة الرحم ، وايّاك ومكاشفة الناس فانّا أهل البيت نصل من قطعنا ،
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٤٨٩ ح ٤ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ الوسائل ٤ : ١١٠٨ ح ٤ باب ١٩.
٢ ـ يونس : ٨٩.
٣ ـ الكافي ٢ : ٤٨٩ ح ٥ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ الوسائل ٤ : ١١٠٨ ح ٢ باب ١٩.