ونحسن إلى من أساء إلينا ، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة.
انّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فاعطي طلب غير الذي سأل ، وصغرت النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، واذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه وما يخاف من الفتنة فيها.
أخبرني عنك لو أنّي قلت لك قولاً أكنت تثق به منّي؟ فقلت له : جعلت فداك إذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجة الله على خلقه؟
قال : فكن بالله أوثق فانّك على موعد من الله ، أليس الله عزّوجل يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان ) (١) وقال : ( لا تَقنَطَوا مِن رَّحمَةِ اللهِ ) (٢) وقال : ( والله يَعِدُكُم مَّغفِرَةَ مِنهُ وَفَضلاً ) (٣) فكن بالله عزّوجلّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم الاّ خيراً فانّه مغفور لكم (٤).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه ربما دعا الرجل بالدعاء فاستجيب ، له ثم اخّر ذلك إلى حين ليزداد من الدعاء (٥).
وقال عليهالسلام : انّ العبد ليدعو ، فيقول الله عزّوجلّ للملكين : قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فانّي احبّ أن أسمع صوته ، وانّ العبد ليدعو ، فيقول الله تبارك وتعالى : عجّلو له حاجته ، فانّي أبغض صوته (٦).
__________________
١ ـ البقرة : ١٨٦.
٢ ـ الزمر : ٥٣.
٣ ـ البقرة : ٢٦٨.
٤ ـ الكافي ٢ : ٤٨٨ ح ١ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ الوسائل ٤ : ١١٠٧ ح ١ باب ١٩.
٥ ـ الكافي ٢ : ٤٨٩ ح ٢ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ بتغير وتصرّف.
٦ ـ الكافي ٢ : ٤٨٩ ح ٣ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ الوسائل ٤ : ١١١٢ ح ٣ باب ٢١.