وقال عليهالسلام : لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزّوجلّ ما لم يستعجل ، فيقنط ويترك الدعاء ، قلت له : كيف يستعجل؟ قال : يقول : قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاجابة (١).
وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : بينا إبراهيم خليل الرحمن عليهالسلام في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتاً ، فإذا هو برجل قائم يصلّي ، طوله اثنا عشر شبراً ، فقال له : يا عبدالله لمن تصلّي؟ قال لإله السماء.
فقال له إبراهيم عليهالسلام : هل بقي أحد من قومك غيرك؟ قال : لا ، قال : فمن أين تأكل؟ قال : أجتني من هذه الشجر في الصيف وأكله في الشتاء ، قال له : فأين منزلك؟ قال : فأومأ بيده إلى جبل.
فقال له إبراهيم عليهالسلام : هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟ فقال : انّ قدامي ماء لا يخاض ، قال : كيف تصنع؟ قال : أمشي عليه ، قال : فاذهب بي معك فلعلّ الله أن يرزقني ما رزقك.
قال : فأخذ العابد بيده ، فمضيا جميعاً حتى انتهيا إلى الماء ، فمشى ومشى إبراهيم عليهالسلام معه حتى انتهيا إلى منزله ، فقال له إبراهيم عليهالسلام : أيّ الأيّام أعظم؟ فقال له العابد : يوم الدين ، يوم يدان الناس بعضهم من بعض.
قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فندعو الله عزّوجلّ أن يؤمننا من شرّ ذلك اليوم؟ فقال : وما تصنع بدعوتي ، فوالله انّ لي لدعوة منذ ثلاث سنين فما اُجبت فيها بشيء.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٤٩٠ ح ٨ باب من أبطأت عليه الاجابة ـ الوسائل ٤ : ١١٠٧ ح ٣ باب ١٧.