وسجدوا وأبيت (١).
وهناك أحاديث كثيرة تدلّ على انّ اتيان العبادات الواجبة كالصلاة الواجبة ، والزكاة وغيرها علانية أفضل كي لا يُتّهم الانسان بترك الواجبات ، ويسبّب رغبة الآخرين ، ولا يكون فيها رياء لأنّها حقٌّ واجبٌ ولازم ، ولا فخر ولا رياء في أداء الحقوق الواجبة.
كما روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : ... كلّما فرض الله عليك فإعلانه أفضل من إسراره ، وكلّما كان تطوّعاً فإسراره أفضل من اعلانه ، ولو انّ رجلاً يحمل زكاة ماله على عاتقه فقسّمها علانية كان ذلك حسناً جميلاً (٢).
وبهذا المضمون أحاديث كثيرة سيّما اتيان الصلاة الواجبة جماعة في المساجد والمجامع ولها فضل غير متناه ، وما ورد في اخفاء العبادة انّما هو في العبادات المستحبة ، أو يكون المراد عدم إذاعتها للناس سمعةً وعدم الافتخار بها.
وما ورد في هذا الحديث بما انّه يشتمل على الأذان والإقامة لا يمكن حمله على الصلاة المستحبة ، لأنّ الأذان والإقامة فيها بدعة ، فيحمل على انّه بقي في الصحراء وحيداً ومع وحدته لم ينس الله تعالى بل يتوجه نحو العبادة بالآداب والشرائط.
والله تعالى يتدارك له بأذانه وإقامته ، فيرسل ملائكة تقتدي به كي لا يفوته ثواب الجماعة ، وهذا لا يعني انّ الانسان يترك الجماعة اختياراً ويذهب إلى الصحراء حيث لا يوجد أحد ، فيحرم نفسه من فضل الجماعة.
__________________
١ ـ الوسائل ٣ : ٢٦ ح٢ باب ١٠ ـ الكافي ٣ : ٢٦٤ ح ٢ باب فضل الصلاة.
٢ ـ الوسائل ٦ : ٢١٥ ح ١ باب ٥٤.